كلمة السيد الحكيم في الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق(قدس سره)
كلمة السيد الحكيم في الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق(قدس سره)
17 Mar
17Mar
يطل علينا شهر رمضان المبارك شهر الطاعة والمغفرة والرضوان الشهر الذي دُعينا فيه إلى ضيافة الله وجُعلنا فيه من أهل كرامته وأسال الله تعالى أن يستنزل رحمته علينا وعلى شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية وعلى العالم أجمع وأن يجعلنا فيه من المرحومين لا من المحرومين.
كما في كل عام نحتفي بذكرى رحيل الأب والقائد والمربي المخلص عزيز العراق ، سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبدالعزيز الحكيم نجل الإمام السيد محسن الحكيم "رضوان الله تعالى عليهما" ، إذ رحل في مثل هذه الأيام في الخامس من شهر رمضان المبارك .
كان رحيله ثلمةً وجرحاً عميقين في قلوب محبيه وأنصاره وأتباعه وأبنائه البررة الذين وجدوا فيه نموذجاً صالحاً وقدوةً ومثالاً لقائد عمل وضحى من أجل قضايا وهموم وتطلعات أبناء شعبه حتى آخر رمق فيه.
تتزامن المناسبة هذا العام مع ذكرى رحيل العلامة الفقيد السيد صادق الحكيم نجل شهيد المحراب (قده) الذي وافاه الأجل ، العام الماضي في هذه الأيام.
كما تتزامن المناسبة هذا العام مع الذكرى السنوية لفاجعة حلبجة الأليمة حيث استشهاد خمسة آلاف شخص واصابة نحو عشرة آلاف من المدنيين والاطفال والنساء من ابناء شعبنا الكردي على يد النظام الصدامي الغاشم.
رحل عزيز العراق بشكل مبكر وغادرنا في موعد مفاجئ ، في لحظة حساسة ولكن سيرته العطرة وذكراه الطيبة بقيت ملازمة لمسيرته الدينية والاجتماعية والسياسية التي خطها و مضى عليها تياره ومن آمن به وبأهدافه السامية.
كان عزيز العراق أصغر أبناء الإمام الحكيم وأكثرهم التصاقاً به ، بحكم ملازمته لوالده في آخر سنوات حياته ومرجعيته الممتدة شرقاً وغرباً ، من حيث السكن والتواجد والحركة ، وقد نهل منه وتعلم في كنفه العديد من السمات الأخلاقية والروحية والفكرية وبقي ملتزما بها طوال حياته الحافلة ، وفي مقدمتها الولاء للحوزة العلمية والمرجعية الدينية ، فقد كان يرى فيها العقيدة والحياة المطمئنة وحسن العاقبة والحصن الحصين للدين والمذهب و الثوابت الشرعية.
كان رحمه الله ، يجل العمامة والعلماء والفضلاء والطلاب أشد إجلال ، بما يمثلونه من قيمة علمية وعملية في حياة أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وما يبذلونه مداداً وجهاداً ودماً وعطاءً وتضحيةً في سبيل الإسلام ومبادئه الأصيلة.
كما كان شديد الحرص على الشعائر الحسينية وإقامتها وصونها واستمرارها ، إيماناً بدور الشعائر في تحصين الأجيال من الانحراف والتشتت وضياع الهوية ، وقد بذل رحمه الله ، جهوداً استثنائيةً لإقامة المجالس والمواكب الحسينية في بغداد وجميع المحافظات.
كان شديد التعلق بالحسين (عليه السلام) ومبادئه وبمسيرة كربلاء الراسخة ، وكان متأثرا بهذه المسيرة في حياته السياسية والاجتماعية ، من حيث جرأة المواقف الكبرى ، والإقدام والاستقامة في طريق الحق وبذل الغالي والنفيس من أجل إحقاق الحقوق و رفع الظلم ومقارعة الجور والطغيان.
كان عزيز العراق ذائباً في التشيع لأهل البيت (عليهم السلام) وكان يرى ضرورة رفع الحيف والحرمان عن أبناء المكون الأكبر في البلاد كمقدمة أساسية لبناء العراق وتماسك مكوناته وأطيافه ، ولم يكن ينظر لهذا الأمر من زاوية مذهبية محددة ، وإنما من مساحة اجتماعية وسياسية فسيحة ، كسبيل واضح وعادل لاستقرار وازدهار أبناء الشعب العراقي كافة من أقصى العراق إلى أقصاه.
إن حديث عزيز العراق عن المعادلة الظالمة و وجوب تغييرها إلى الأبد في كلماته وخطاباته ، كان حديثا واضحا وشفافا عن ضرورة تحقيق معادلة مرضية وعادلة للجميع ، فما دامت المعادلات السابقة مختلة وغير متوازنة ، فالنتائج ستكون سقيمة وغير صالحة قطعاً ، وهذا ما أثبته الزمان والتجارب التي مرت في العقدين الماضيين .
حيثما كان الجميع حاضراً في معادلة صنع القرار الوطني تكون النتائج آمنة مرضية للجميع وتكون البلاد في حالة استقرار وطمأنينة، وحيثما كانت المعادلات مختلة سنشهد توترات ومشاحنات وانتكاسات.
كان عزيز العراق ذائباً في التشيع لأهل البيت (عليهم السلام) وكان يرى ضرورة رفع الحيف والحرمان عن أبناء المكون الأكبر في البلاد كمقدمة أساسية لبناء العراق وتماسك مكوناته وأطيافه ، ولم يكن ينظر لهذا الأمر من زاوية مذهبية محددة ، وإنما من مساحة اجتماعية وسياسية فسيحة ، كسبيل واضح وعادل لاستقرار وازدهار أبناء الشعب العراقي كافة من أقصى العراق إلى أقصاه.
تغمده الله .. وطیب ثراه.. وثبتنا وإیاكم على ذات الشوكة والمسیرة التي اختطتھا تلك الدماء الطاھرة العزيزة.