بقلوب يعتصرها الألم، وبمزيد من الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره، ننعى إلى العالم الإسلامي، والشعب اللبناني وجمهوره البطل ومقاومته الفذة، استشهاد عالم رباني من أعلام الدين الحنيف، ومجاهد مخلص من أبطال ميادين الجهاد وإعلاء كلمة الحق، ومثابراً مخلصاً أفنى عمره الشريف ملازما للجهاد في لبنان، ومناصراً لقضايا الدين الحنيف والأمة الإسلامية، وعلى رأسها قضية الإسلام الأولى، القدس الشريف. ننعى سليل الحسب الطاهر، سماحة السيد حسن نصر الله (قدس سره الشريف)، الذي لبى نداء ربه، مضمخا بنجيع الشهادة، سائرا في درب أجداده الميامين من أنبياء وأئمة وأولياء صالحين، ليلتحق بركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ويختتم عمره المبارك الشريف بأعلى درجة اصطفاها الله سبحانه وتعالى لخاصة أوليائه. إننا إذ نحتسب هذا الرجل الأبي المدافع عن مبدأ الحق المبين شهيداً في مقعد صدق عند مليك مقتدر، نؤكد للكيان الإسرائيلي، بأن هذه الأمة التي تستمد العزم من إمامها الشهيد الحسين (عليه السلام) أمة حية لاتموت ولايثنيها القتل " فالقتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشّهادة "، معلنة استمرار طريق المقاومة حتى تحقيق إحدى الحُسنيين، النصر أو الشهادة، فالمشروع في منهج المقاومين الذين نذروا أرواحهم ومهجهم دون الحق أقوى وأهم، وأكبر من الشخوص والقادة، ويمثل استشهاد هذا العالم الجليل، والمجاهد النبيل خسارة لاتعوض.وفيما نبتهل إلى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، نسأله تبارك وتعالى أن يلهمنا وأسرته الكريمة ورفاق درب جهاده وعلمه ومحبيه الصبر والسلوان.وإنا لله وإنا إليه راجعون