الحكيم يزور مصر ويلتقي بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
الحكيم يزور مصر ويلتقي بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
20 Feb
20Feb
لدى زيارتنا لجمهورية مصر العربية، التقينا صباح اليوم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
السلام ليس غياباً للحرب والنزاع فحسب ، بل هو حالة الأمان والاستقرار التي تبدأ من العلاقات الشخصية، والاجتماعية وتمتد إلى الآفاق الدولية الأوسع.
السلام في أهم مصاديقه يعني الحفاظ على كرامة الإنسان، والعيش بسلام مع الآخرين، وتعزيز التفاهم والتعايش بين مختلف الثقافات والديانات.
إن الحدیث عن ثقافة السلام یتطلب أولاً استحضار الأركان الأساسیة وتفعيلها لتحقیق ھذا السلام.. فلا یمكن الحديث عن السلام من دون إرادة حقيقية تؤكد الحاجة للسلام .. ولا یمكن تطبیق هذه الإرادة من دون قدرة فعلیة لصناعة هذا السلام.. وصناعة السلام ھي الأخرى .. لايمكنها انتاج سلام دائم من دون آلیاتٍ جدية لحفظ هذا السلام..
ھـذه الأركان الـثلاثـة لـتحقیق السـلام مـن (الـحاجـة الـفعلیة والـقدرة عـلى صـناعـة السـلام .. وآلـیات الحفاظ عليه وديمومته) .. لایـمكن اكـتمالـھا مـن دون عـملیة تـنمویـة لـبناء السـلام واسـتدامـته بـشكلٍ عـمليٍ وفـاعـل ومناسب، ... فالسلام الدائم ھو ما ترتضيه الأجیال القادمة لتكون الضامنة في إدامته وحفظه.
والسلام العادل يتضمن حماية حقوق الإنسان ، وضمان الحريات الأساسية للجميع.وهو يشمل الحق في الحياة، والحرية ، والسعي نحو السعادة والعيش الكريم.
وباختصار، فالسلام العادل كما نراه ، هو أبعد وأوسع من غياب الصراعات؛ إنه يعكس حالة من العيش المتوازن المستقر الذي يقوم على أسس العدل، والإحسان، والتسامح، واحترام حقوق الإنسان.
نحن الیوم بأمـس الحاجة لتعزیـز مبادئ السلام وتطبیق أركانـه الفعلیة في منطقتنا وفي العالـم من خلال تعزیـز فرص التنمیة الشاملة وتحقیق أركانها .. فالسـلام ھـو مفتاح التنمیة الحقیقي لشعوبنا و دولـنا والعكس صحیح..
ولایـمكن فصل الـتنمیة عن السلام .. فهناك علاقـة متشابكة بین المفھومین.. فـإذا أردنا تنمیةً شاملةً في بناء الإنسان والمجتمع والأسرة والحكومات .. مروراً بجميع القطاعات الاقتصادیة والسیاسیة والبيئية ..
فلابد من إرساء السلام وتطبیقه أولاً .. والتنمیة تعكس مجموعةً متكاملةً من القیم الاجتماعیة والسیاسیة.. تتمثل مجتمعة في إقرار وترسيخ ثقافة السلام.
وإن الزیادة السكانیة التي یشھـدھـا العالـم الیوم ومنطقتنا العربیة والإسلامیة بالأخص.. تجعل من التنمیة مطلباً وجودياً أكثر منه مفھوماً وثقافةً..
كما أن التحديات الديموغرافية والبيئية هي عوامل لا يمكن تجاهلها، حيث إن النمو السكاني السريع، والهجرة، وندرة المياه، وتغيرات المناخ ، باتت أموراً جوهرية وأساسية تحتاج إلى معالجة عاجلة لضمان مستقبل السلام.
إن الشباب لايمثلون مستقبل أمتنا فحسب ، بل هم الحاضر الفاعل والمؤثر في بناء عالمٍ أكثر سلامًا وازدهارًا.
والشباب أكثر من يصلح لتعزيز جسور التواصل بين الثقافات والأديان والحضارات، من خلال التعليم والتبادل الثقافي، وأكثر من يمكنهم لعب دور محوري في تعزيز التفاهم والتعايش بين المجتمعات المختلفة.
إن الاستثمار في الشباب وتمكينهم يعني بناء أساس متين لعالم أكثر سلامًا وتناغمًا.
دعونا نعمل معًا لتوفير الفرص والموارد التي يحتاجها شبابنا ليكونوا قادة السلام في اليوم والغد.
لاسـیادة ولاحریـة ولا اسـتقلال فـي الـقرار السياسي وفي الصناعة والزراعـة وسائر القطاعات في دولنا الـعربـیة والإسـلامـیة.. ما لـم تـكن ھـناك تنمیة شاملة وحقیقیة في مجتمعاتنا وبلداننا.
ومن الأمثلة البارزة على التنمية المستدامة في الوطن العربي هي "مشروع العاصمة الإدارية الجديدة" في مصر، الذي يعد مثالاً على الجهود الكبرى نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلام وفق خطة محترفة لتخفيف الضغط عن القاهرة التي تعاني من الازدحام الشديد والتداعيات البيئية ، فجاءت رؤية تصميم المدينة بطريقة تضمن الكفاءة في استخدام الموارد، مثل إعادة استخدام المياه والطاقة الشمسية بنحو أمثل.
وهنالك عدد من المشاريع العربية ، تعتبر مثالاً ممتازاً في التنمية المستدامة منها :- مشاريع الكويت في مجال الطاقة المتجددة والبنى التحتية كمشروع مدينة الحرير الذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتحسين جودة الحياة للسكان.
- مشاريع قطر في أستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى مدخلاً لتعزيز التنمية المستدامة.- مشروع الديسي لنقل المياه في الأردن.- ومشاريع طاقة الرياح والشمس في المغرب.- ومدينة مصدر في الإمارات العربية المتحدة.- ورؤية (2030) في المملكة العربية السعودية.- وميناء الفاو الكبير وطريق التنمية في العراق.