في محاضرة اليوم من سلسلة المحاضرات الرمضانية نستكمل حديثنا عن الحق الثامن وهو حق البطن، ووصلنا إلى الإضاءة الخامسة وهي لقمة الحرام وأثرها المدمر على حياة الإنسان، حيث ذكرنا أن لقمة الحرام تمثل مرضا أخلاقيا تتصدع به روح الإنسان كما يتصدع جسده من أي مرض عضوي يصيب الإنسان، وقلنا إن الأفعال القبيحة أو الحسنة لها صورة مادية دنيوية وصورة معنوية ملكوتية ، واستعرضنا عددا من النصوص والروايات في هذا الشأن ، ونستكملها في هذه المحاضرة.
- بيّنا هنا أن بعض الذنوب تعد من الكبائر ، كما ورد في حيث الإمام الصادق (عليه السلام)"الكبائر سبع، قتل المؤمن متعمدا، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة (أي ينتقل الإنسان إلى مجتمع يصعب فيه الحفاظ على دينه و يتراجع التزامه الديني فيه هو أو عائلته)، وأكل مال اليتيم ظلما، وأكل الربا بعد البينة، وكل ما أوجب الله عليه النار"
- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال " مَنْ شَرِبَ اَلْخَمْرَ فِي اَلدُّنْيَا سَقَاهُ اَللَّهُ مِنْ سَمِّ اَلْأَفاعي وَ مِنْ سَمِّ اَلْعَقَارِبِ شَرْبَةً يَتَسَاقَطُ مِنْهَا لَحْمُ وَجْهِهِ فِي اَلْإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبَهَا فَإِذَا شَرِبَهَا تَفَسَّخَ لَحْمُهُ وَجِلْدُهُ كَالْجِيفَةِ يَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ اَلْجَمْعِ وَ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى اَلنَّارِ أَلاَ وَشَارِبُهَا وَعَاصِرُهَا وَ مُعْصِرُهَا وَ بَائِعُهَا وَ مُبْتَاعُهَا وَ حَامِلُهَا وَ اَلْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَ آكِلُ ثَمَنِهَا سَوَاءٌ فِي إِثْمِهَا وَ لاَ يَقْبَلُ اَللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ صَلاَةً وَ لاَ صَوْماً وَ لاَ حَجّاً وَ لاَ عُمْرَةً حَتَّى يَتُوبَ وَ لَوْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَتُوبَ كَانَ حَقّاً عَلَى اَللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ بِكُلِّ جُرْعَةٍ فِي اَلدُّنْيَا شَرْبَةً مِنْ صَدِيدِ جَهَنَّم" أشرنا إلى عدد من الأمور المهمة التي يجب على المؤمن مراعاتها منها:
- التساهل بالدماء كما هو الحال في الصراعات العشائرية التي تزهق فيها الأرواح لأسباب بسيطة.
- ضرورة الابتعاد عن الذنوب صغيرها وكبيرها وعدم التساهل بالصغائر فالإصرار عليها يعتبر من الكبائر