في المحاضرة الرمضانية الثانية واصلنا الحديث عن حق البطن الذي يمثل الحق الثامن في رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام) التي تمثل اختزالا للنظرية الاجتماعية لنظام الحقوق في الإسلام، وبعد أن تعرفنا على المعنى اللغوي للبطن وأجزائه استعرضنا إضاءات القرآن الكريم حول هذا الحق، وتحدثنا عن الطائفة الأولى والثانية من الآيات الكريمة المتعلقة بالموقف من الأطعمة والأشربة، وأنه نعمة من الله للإستقواء.
الطائفة الثالثة : تذم هذه الطائفة من الآيات الكريمة اللذين يحرمون بعض الأطعمة والأشربة لأفكار جاهلية أو أساطير وأباطيل، ومثالها الأية 32 من سورة الأعراف " قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون"الطائفة الرابعة: تشير هذه الآيات القرآنية إلى أن الميل الفطري للإنسان للأكل والشرب يستمر للدار الآخرة، ومثالها ما ورد في سورة الرعد الأية 35 "مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّار"
فيما أكدنا أن استعراض القرآن الكريم هذه الأمور للتأكيد على أن الدنيا دار مجاز فيما أن الدار الأخرة دار القرار والمستقر والخلود، كما أشرنا إلى وجود الميل الكبير للطعام والشراب في الدار الأخرة لذا فهي مكافأة لهم كما ورد في قوله تعالى من سورة محمد الآية 15 " مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِين"بينما يمثل الطعام والشراب لأهل النار عقاب لهم وهم مرغمون على أكله وشربه لجوعهم وعطشهم الشديدين كما ورد في قوله تعالى في سورة الواقعة" ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيم"وللحديث تتمة