الحكيم في الذكرى السنوية لاستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم قدس سره الشريف
الحكيم في الذكرى السنوية لاستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم قدس سره الشريف
12 Jan
12Jan
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الَّلهُمَ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّد ، وكُنْ لي وَمَعِي في قَاطِنِ دَارِي ، وَحِلِّي، وَارْتِحَالي، وَلَيْلي ، وَنَهَارِي ، وَإقْبَالي ،وَإدْبَارِي ،وَسُكُونِي ، وَحَرَكَتي ، وَنَوْمِي وَيَقْظَتي ، وَذِهْني ، وَعَقْلي ، وَاجْعَلِ اللّهُمَّ ، عَافِيَتَكَ لي شِعَاراً ، وَاسْمَكَ وَذِكْرَكَ لي جُنَّةً وَدِثَاراً ، وَارْزُقْني خَيْرَ القَدَرَ ، وَخَيْرَ السَّفَرِ وَخَيْرَ الحَضَرِ ، وَخَيْرَ الغِيَابِ ، وَخَيْرَ الإِيَابِ ، وَخَيْرَ ما نَطَقَتْ بِهِ أُمُّ الكِتَابِ برحمتك يا أرحم الراحمين وصل يارب على محمد وآله الطاهرين. جمعة مباركة بطاعة الله و نصرة دينه و خدمة عباده و الصبر على بلائه.
يا أبناء العراق ..يا أبناء و بنات شهيد المحراب و عزيز العراق.. أيها الأوفياء لهذه المسيرة المباركة التي انطلقت ونمت وامتدت واستمرت ببركة دماء الشهداء والعلماء والصلحاء لتصل إليكم رايةً وأمانةً ومسؤوليةً، حدودها وأطرها القيم والثوابت والمبادئ، وعمقها وجوهرها العقيدة والشريعة والعمل الصالح .. فهنيئا لكم هذا الثبات وهذا الإصرار والاستقامة والاستمرار.
في كل عام في الأول من رجب .. نحيي يوم الشهيد العراقي .. ذكرى استشهاد الأب القائد والمرجع الشهيد والعالم الرباني، شهيد المحراب الخالد والذي يتزامن في هذا العام مع الذكرى السنوية لرحيل سفير المرجعية العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم (طاب ثراه) والذي اغتيل برصاصات الغدر الصدامي في السودان في السابع عشر من كانون الثاني عام 1988م .. ويتزامن ايضا مع الذكرى السنوية الرابعة لقادة الانتصار .
نحيي ذكرى شهيد المحراب لنجدد العهد والتمسك بثوابته ومبادئه التي رسمها وجاهد من أجلها واستشهد في سبيلها ، مؤكدين المضي على نهجه وقيمه الأصيلة ، التي تتمثل بالآتي:
#أولا : العقيدة الصحيحة : فكل تيار جماهيري وكل حركة في المجتمع ينطلقان من عقيدة و رؤية واتجاه سليم ، مع مراجعةٍ دائمةٍ ومراقبةٍمضاعفةٍ لمساراتها وأدوارها ، وتمسكهابالثوابت والأهداف.
وقد كان شهيد المحراب متمسكاً بعناصر العقيدة و مفرداتها ، منطلقاً من تعاليم الإسلام السمحاء ومبادئ التشيع الغراء ، بعيداً عن الإفراط والتفريط ، والمغالاة والتقصير ، فكان ملتزماً على امتداد مسيرته بقول الامام الباقر عليه السلام : (يا معشر الشيعة، يا شيعة آل محمّد، كونوا النمرقة الوسطى {أي الاعتدال الخالي من الإفراط والتفريط والغلو والتقصير} يرجع إليكم الغالي، ويلحق بكم التالي).
#ثانيا : الهوية الأصيلة : إذ كان شهيد المحراب مصراً على الالتزام بالهوية الإسلامية الناصعة والشيم العربية الأصيلة والأعراف العراقية النبيلة التي تميز مجتمعنا وتصونه وتحافظ على وحدته وتاريخه وحضارته العريقة.
إن الهوية الأصيلة هي التي تضمن احترام الذات وتضمن احترام الآخر ، فالضياع والهوان هما مصير من لا هوية له ولا عنوان.
إن الإسلام و القرآن والنبوة ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) والمرجعية الرشيدة، هي معالم شعارنا وهويتنا وعقيدتنا ومقدساتنا التي نتمسك بها فخراً واعتزازاً والتزاماً.
#ثالثا: العدالة والاعتدال: حيث تعلمنا من شهيد المحراب الخالد : أن أي حراك اجتماعي أو سياسي ، يجب أن يرتكز على هدف سام يتمثل في تحقيق العدالة للجميع ومكافحة التطرف والتمييز والتهميش في كل زمان ومكان.
فالعدالة ، مطلب إنساني فطري و ركيزة أساسية لبناء مجتمع فاعل متعايشيعززه حضور فعلي ملموس للجميع، كما أن الاعتدال في المواقف والسلوك والخطاب هو مبدأ أساسي في الوسائل والغايات على حد سواء، كما ورد عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف أتباعه وشيعته بقوله:(إن غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يُسرفوا، بركة على مَن جاوروا، سلمٌ لمَن خالطوا)، في دلالةٍ واضحةٍ على ضرورة الاعتدال وتطبيق العدالة في كل موضع و في كل حين.