لم يقتصر دور فتوى الجهاد الدفاعي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا متمثلة بالإمام السيستاني (مد ظله الوارف) على الجانب العسكري وإعادة تشكيل معادلة الردع لمواجهة المد الداعشي الظلامي في العراق حسب، وإنما عكست جوانب قيمية وإنسانية وتضحوية فاقت تصورات العالم الذي كان أغلبه يتطلع لانهيار العراق، فقيميا برهنت على المكانة القيادية للمرجعية والتفاف الشعب حولها في مواجهة التحديات، وإنسانيا تجلت رؤيتها الأبوية لكل أبناء أديان وطوائف ومذاهب الشعب من خلال حماية الأهالي في مناطق القتال وحماية النازحين في المخيمات، أما الجانب التضحوي فقد تجلى عندما هبّ مئات آلاف الفتية والشباب والكهول لتلبيتها إيماناً منهم بحماية العراق من دنس الإرهاب والتكفير مقدمين طوابير من الشهداء والمضحين، فكان لتشكيل وولادة الحشد الشعبي الدور الهام في تعضيد باقي صنوف قواتنا الأمنية والعسكرية البطلة ورفدها بروح عنفوانية ومعنوية عالية، وأخيرا تعددت عطاءات الفتوى المباركة لتمثل رسالة الإسلام الحقيقي ومنهج الإصلاح والتكامل الإنساني. فبوركت تضحيات من لبى نداء الوطن وصنع الملحمة الكبرى.
#ذكرى_فتوى_الجهاد_الدفاعي