13 Jan
13Jan

الحضور الكريم ..

إن فلسفة بناء الدولة تقوم عـلى أسـاس تحقیق العدالـة بـین المواطنین.. وھذه القیم لایمكن تحقیقھا من دون وجود عـملیة سـیاسـیة مـمثلة لجـمیع أطـیاف ومكونات الشعب على اختلاف انتماءاتـھم وتـوجـھاتـھم الدینیة والفكریة.

ولقد نجح العراقیون على مدار عشرين عاماً الماضیة في تحقیق ھـذا التمثیل الـمكونـاتـي فـي الـعمل السیاسي على الرغم من المحطات المعقدة والتحدیات الصعبة التي مر بھا العراق.

ولولا وحدة الـكلمة.. وتـراص الـصفوف.. والعض على الجـراح..ومـواجـھة الـمحن والصعاب بروح المسؤولیة وحب الوطـن .. لما استطعنا تجاوز تلك الأزمات الكبار التي كـادت تعصف بالعراق، لـولا لـطف ﷲ وعـنایـته وصـبر العراقیین وحكمة قواھم السیاسیة الوطنیة والمخلصة.

الجميع يريدون بـناء دولـة عـراقـیة  قـویـة ومؤثرة ومـقتدرة ..فـالجـمیع مـتفق عـلى ذلـك ویـعمل بـكل ما أوتي مـن قـوة لهذا الهدف النبيل .. لـكننا نـختلف أحياناً مـن حـیث الأولـویـات ..ونـختلف فـي اخـتیار الآلـیات الـمعبرة عـن ذلـك البناء والسعي لتحقیقه..

لـقد اسـتطاع إئتلاف إدارة الـدولـة تـشكیل حـكومـة دولة الأخ الـسودانـي فـي ظـروف صـعبة وتحـدیـات خـطیرة .. واسـتطاع مـن خـلال وحـدتـه واتـفاقـه عـلى إنـجاح سعي الـحكومـة في تـحقیق إنـجازات كـبیرة مـن حـیث الاسـتقرار السیاسي ودفع عجلة البناء والتنمیة في البلاد ..

وھذا ما یجعلنا متمسكين بھـذه الآلیات الوحدویة لاستكمال الطریق ونـقل التجربة إلى مجالس المحافظات وحكوماتھا المحلیة ..فالتجارب الناجحة یجب إعمامها وتكرارها وتطويرها.

ولذا فإنني أدعـو إلـى اسـتنساخ تجـربـة إئتلاف إدارة الدولة في تشكيل الحكومة الاتحادیة وتفعيلها فـي تـشكیل الـحكومـات المحلیة بآلیات تنسجم مع طبیعة تلك المحافظات..


فـالاسـتقرار السـیاسـي .. وإدارة الـتنمیة .. وتـطویـر الـبنیة الاقـتصادیـة .. لا یـمكن اجـتزاؤها أو اقـتصارھـا عـلى الـمركـز دون المحافظات والمدن العراقية جميعها .. فالحكومة الاتحادیـة والـحكومـات المحلیة كالجسـد الواحد .. حـینما یـتعرض جـزء مـنھا إلى ضرر أو تقصیر فإن ذلك سیؤثر على الأجزاء الأخرى حتماً.

لـیس أمامـنا إلا الـنجاح فـي مـسار الـتنمیة والـنھوض الاقـتصادي فـي الـبلاد .. في سياق یـتكامـل مـع الـنجاح المتحقق في المسار السیاسي..ومن أولى أولويات مسار التنمیة والنھوض الاقتصادي ھو معالجة بطالة الشباب بشكل جذري مستدام.. من خلال تھیئة بیئة العمل .. وبناء المشاریع المستدامة .. وإصدار التشریعات والقوانین المعنية بذلك..

إن وجود أكثر من ملیون شاب سنویاً يبحثون عن فرصة عمل في بلد تتنامى فیه الزیادة السكانیة عاماً بعد عام .. لھو تحـد كـبیر إن لم نـتعامـل مـعه كـفرصـة جدية مـن خـلال اسـتثمار ھـذه الـثروة البشـریـة فـي الاتـجاه والـمجال الصحیح.

ونجدد تأكیدنـا وتحذيرنا معاً .. إن لـم نـبدأ بـتلك العملیة الاقـتصادیـة الشامـلة والـقادرة عـلى صـنع فـرص الـعمل واسـتیعاب قـدرات شبابنا .. فإننا سنكون أمام تسونامي مالي واقتصادي يهدد العراقیین جمیعا.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني