أيها الأخوة والأخوات الكرام كلما حل الخامس من شهر رمضان المبارك استذكرنا علما من أعلام العراق الخالدين، هو حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) هذا القائد الاستثنائي الذي عُرف بسمات القادة الأصلاء،فتميز بالشجاعة والهدوء والاتزان والتواضع ونكران الذات فضلا عن صدق النوايا وسمو النفس وعلو الهمة والتزام أخلاقيات العمل السياسي وعدم التخلي عنها أو المرونة فيها في أحلك الظروف وأصعب المحطات.
من جملة ما ورثه فقيدنا الراحل من أسرته الكريمة تلك العلاقة التاريخية التي جمعت والده مرجع الطائفة الإمام محسن الحكيم بالملا مصطفى البارازاني ،واستمرت تلك العلاقة وتوثقت على يد سفير المرجعية وشهيد المحراب، وعزيز العراق، علاقة رسختها المظلومية المشتركة والنضال المشترك والتضحيات المشتركة، إنها علاقة امتزجت فيها الدماء والدموع ،وتعانقت فيها أهوار الجنوب وجبال كردستان،فكانت عصية على التفكك والانهيار. لقد حافظ أبناء أسرة آل الحكيم وفي مقدمتهم شهيد المحراب وعزيز العراق وأبناء أسرة البارازاني الكريمة وفي مقدمتهم السيد مسعود البرزاني على علاقة الآباء والأجداد،واستمرت هذه العلاقة وتجذرت مع قيادات وشعب كردستان من خلال التواصل المستمر والتعاون البنّاء.وكان لهذه العلاقة الأثر الكبير في التعاون والتعاضد بعد سقوط الدكتاتور لبناء العراق الجديد وإنجاح تجربته الرائدة، فتواصل العمل المشترك واستطعنا تجاوز تحديات جسيمة واجهت المسيرة وعبور المنزلقات الخطيرة التي كادت تعصف بالعراق.
بفضل الله تعالى وصبر شعبنا وحكمة مرجعيتنا وتضحيات الشهداء ، شهداء المقابر الجماعية في جنوبنا المعطاء ، وشهداء الأنفال والجبال الشماء في كردستان، وحلبجة التي نعيش ذكراها الأليمة في هذه الأيام ،هذه الجريمة الكبرى التي ستبقى وصمة عار في جبين مرتكبيها ، وشاهدا حيا على مظلومية شعبنا وعظم التضحيات التي قدمها من أجل الخلاص، نعيش اليوم استقرارا سياسيا وأمنيا واجتماعيا غير مسبوق،يمثل فرصة ثمينة ينبغي ألا نفرط بها لئلا نعود إلى المربعات السابقة لاسامح الله، علينا أن نعمل على مراكمة الإنجازات وإدامة الاستقرار وسنقطف الثمار قريبا إن شاء الله.